سورة الزمر - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


في حال الضُّرِّ يتبرَّؤون من الاستحقاق والحوْلِ والقوة، فإذا كَشَفَ عنهم البلاَءَ وقعوا في مغاليطهم، وقالوا: إنما أوتينا هذا باستحقاقٍ مِنَّا، قال تعالى: {بَلْ هِىَ قِتْنَةٌ} ولكنهم لم يعلموا، ثم اخبر أن الذين مِنْ قَبْلِهم مثلَ هذا قالوا وحسبوا، ولم يحصلوا إلا على مغاليطهم، فأصابهم شؤمُ ما قالوا، وهؤلاء سيصيبهم أيضاً مِثْلُ ما أصاب أولئك.


أو لم يَرَوْ كيف خالف بين أحوال الناس في الرزق: فَمِنْ مُوَسَّعِ عليه رِزقُه. ومِنْ مُضَيَّقٍ عليه، وليس لواحدٍ منهم شيءٌ مِمَّا خُصَّ به من التقليل أو التكثير.


التسمية بيا عبادي مَدْحٌ، والوصفُ بأنهم أسرفوا ذَمٌ. فلمَّا قال: {يَاعِبَادِىَ} طمع المطيعون في أن يكونوا هم المقصودين بالآية، فرفعوا رؤوسَهم، ونكَّسَ العُصَاةُ رؤوسَهم وقالوا: مَنْ نحن حتى يقول لنا هذا؟!
فقال تعالى: {الَّذِينَ أَسْرَفُواْ} فانقلب الحالُ؛ فهؤلاء الذين نكَّسوا رؤوسهم انتعشوا وزالت ذِلَّتُههُم، والذين رفعوا رؤوسَهم أطرقوا وزالت صَوْلَتُهم.
ثم أزال الأُعجوبةَ عن القسمة بما قَوي رجاءَهم بقوله: {عَلَى أَنفُسِهِمْ} يعني إنْ أَسْرَفْتَ فعلى نَفْسِكَ أسرفت.
{لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}: بعد ما قطعْتَ اختلافَك إلى بابنا فلا ترفَعْ قلبك عَنَّا.
{إِنَّ اللَّهِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} الألف واللام في الذنوب للاستغراق والعموم، والذنوب جمع ذنب، وجاءت جميعاً للتأكيد؛ فكأنه قال: أَغْفِرُ ولا أترك، أعفوا ولا أُبْقِي.
ويقال إنْ كانت لكم جِناية كثيرة عميمة فلي بشأنكم عناية قديمة.

10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17